الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية هكذا رثى محسن مرزوق شهداء الأمن الرئاسي..

نشر في  26 نوفمبر 2015  (10:02)

نشر الامين العام لحركة نداء تونس محسن مرزوق تدوينة رثى فيها شهداء الامن الرئاسي الذين قضوا نحبهم خلال تفجير الحافلة التي كانت تقلهم يوم الثلاثاء الماضي:

وهذا ما كتبه محسن مرزوق:

"الله أكبر، لقد قتل أناس طيبون أعرفهم!!!

الآن وقد دفن أغلبكم، بعد أن أنشد المسؤولون الكبار النشيد الوطني أمام جثامينكم التي شاركتهم النشيد، رغم المو،ت بكل حماسة،
بعد أن وضعت النياشين على صناديق ستنزلكم مترين تحت الأرض، 
وبعد أن غسلتكم دموع زوجاتكم وأطفالكم وأمهاتكم وباقي أهلكم،
وبعد أن قمت أنا بالواجب السياسي المقيت في الترحم عليكم في الإذاعات كأنني لا أعرفكم، 
وبعد أن أرغمني حظر التجول أن أعود، للبيت باكرا هذه الليلة، 
ها أنذا وحدي في مواجهة صوركم.
وحدي، وحيدا، حرا.
أستطيع البكاء كما أشاء والخطأ كما أريد والكتابة كما أحب.
مثقلا بالكلمات مثل خيال طارئ. خفيفا بالصمت مثل جبل رزين.
فأتذكركم، بشبابكم المفعم بالقوة والجماسة وأنتم تقولون لي: "صباح الخير" كل يوم لمدة أشهر وتؤدون لي التحية العسكرية بانضباط ومودة في نفس الوقت، أمام بوابة القصر الرئاسي.
ثم تتابعني ضلالكم بالتحية والأمن والحراسة حتى مكتبي.
أتذكر كل شيء. حتى تفاصيل اللباس، وشكل الضحكات ووقع الخطى وتوزع القامات في ذلك القصر الذي خططه معماري عبقري.
وأتخيل ما وراء كل عين من أحلام، وما داخل كل رأس من خطط وفي كل يد من رغبات.
كل هذا اشتعل برهة وانطفأ. بعد مرور همجيّ حقير مهمّته أن يزرع الموت حيث تمرّ رائحته الكريهة.
الليلة أنعيكم.
ولن استطيع أن أمر بعدكم لموضوع آخر دون تذكركم دائما.
فأصحابكم اللذين تعرفون. كانوا أمام بابي هذا الصباح. قالوا لي: "صباح الخير" ودموعهم في أعينهم. وساروا في حمايتي كما هي العادة. بانضباط ونظام تام كما هي العادة. وسرت بينهم كأني أصغر من لا شيء.
أنا السياسي المسؤول باسم طبقة باقي السياسين، بطريقة أو بأخرى عن موتهم أو حياتهم.
اللعنة !!!
إلاهي اسمح لي أن أنعي لك هؤلاء الشباب. وأن أشحن قلبي بالحقد والغضب ضد قتلتهم وأن أنذر لنفسي نذر الانتقام لهم أنا وغيري من مئات آلاف التونسيات والتونسيين المكلومين بكل ما نستطيع من قوة القانون العادل.
اللهمّ لا تبارك لنا في نوم أو يقظة إن نسينا هذا النذر.
....................
رحمة الله عليكم جميعا."